قصة قصيرة قرار الانتحار يوسف الفاران
ذات ليلة باردة كئيبة تلتف رياحها بالبؤس وتحمل الاكتئاب في طياتها وتتلاعب بالقوارير وبقايا أوراق الأشجار المتساقطة تتشكل على شكل دوامات صغيرة!
جلست أنظر من نافذتي الهرمة وأنا مقعدة كنت أنظر إلى المارة، إلى الطريق إلى السيارات وإلى كل الملامح وتفاصيل المدينة التي تلوح لي بصمت، وكانت تراودني أفكار كثيرة عن وجودي في هذه الحياة ومتاعبي وعلاقاتي مع البشر ولماذا كل هذه المتاعب ولماذا أنا بالذات!
لم أجد إجابة تخرس فضولي…
لماذا أنا في كل الوجوه!
وما ذنب من ليس له ذنب، مثلي أنا!
ما ذنب الأطفال والمساكين والمخذولين والعشاق، ولماذا أنا نقطة التحول في حياة كل الأشياء؟
من هنا شرعتُ في التفكير بالانتحار، كي أنهي كل هذا التفكير والتساؤلات، وأنتهي من معاناتي وحزني الذي لا أعرف سببه، ولكن بعد موتي ماذا سيكون المصير أين سأذهب! بعد الموت ماذا سيحل بي؟
لا أكترث لهذا كله ولكن هل أنا مستعدة للموت في هذا المساء؟
أشعر وكأن الخوف والارتياب ينتابني!
أريد أن أنتهي؛ أريد أن أتخلص من هذا العالم الكئيب أريد أن أخرج مني، أرغب بالخلاص الى المنتهى إلى حيث لا أعلم، إلى المنفى إلى أقاصي وآخر الآخر حيث لا حزن هناك ولا أفسد ما خطته المراود، قطع التساؤلات صوت الديك الذي ينْعي الظلام أوشك الفجر على البزوغ.
وللحظة فكرت أن أقفز من شباك المحاجر!
ولكن هل سأشعر بالألم؟، هل سيتعبني الموت!
كل هذه الأسئلة تدور في ذهني الآن، انا خائفة!
توقف التفكير هذه اللحظة وأعلنت الخلاص لنفسي ومنها انحدرت!
من العيون وسالت على الخد ثم سقطت من الشفتين الى الأرض...
تمت...
من كتاب: غيوم في سماء قاحلة
للكاتب يوسف الفاران